alhadi Agabeldour







الدكتور الهادي عجب الدور رئیس المعهد الافریقى الدولي للسلام بروكسل

ماهو تأثیر سیكولوجیا النخب السودانیة على أزمة بناء الدولة فى السودان منذ الاستقلال؟ . 1 فلنكن اكثر شفافیة لتشریح الواقع والوقائع وسیكولوجیة النخب وقواعدهم بمعنى ان الدولة السودانیة الحالیة بحدودها المعاصرة تكونت بفعل إرادة دول استعماریة ومغامرات صناع قرار أجانب فبلادنا لم تتشكل كل حدودها السیاسیة المعاصرة بفعل إرادة شعب السودان هذه حقیقة تاریخیة ومنطقیة لا جدال حولها وبالتأكید هذا شأن كثیر من دول العالم والكیانات السیاسیة ولیست مسألة انفرد بها السودان كوطن حتمي لكل ساكنیه ‘ لذا من مخلفات هذا الواقع وفرضیاته هو غیاب رؤیة رضائیة شاملة متفق علیها لإدارة التنوع داخل الخارطة السودانیة كوطن فسیفسائي شامل متعدد اقتضى موقعه الجغرافي ان یكون دولة بأنماطها الدراماتیكیة والتلقائیة والمبرمجة التى أنتجت شكل خطابات سیاسیة هشة لتحالفات عائلیة وعشائریة استحمرت قیمة الأمة السودانیة وأسست حالة تضخم فى الذات بشكل مبالغ فیه ساهمت فیها الأنا الاستعلائیة والتخلف الاجتماعي وثقافة رفض الأخر والتاریخ الشفوي محدود الأفق وعناصر سیاسیة ونفسیة مشوهة من الداخل مسبقة الأحكام ومدلولات تنمیط ثقافي معقد بالتأكید هذا قاد الى حالة یأس تراكمیة وخمول حركي لبعض مفاصل الدولة الهشة بشكلها الارتجالي والجهوى وارتداداتها المعنویة وبمجرد انسحاب المستعمر من المشهد السودانى طغت عقلیة تسید الآخرین كغنائم وتوریثهم حالة الإفقار السیاسي والفكري والتفكیر بالنیابة عنهم وباسم الوطنیة وممارسة الساسة الجهویین وحواضنهم لحقوق بقیة المجموع السودانى واختزالهم فى معادلة صفریة دون جدوى وبدأت رحلة التهمیش والتهمیج الجماعى المتمثلة برحلة الجلاد والضحیة وسكب الزیت على اللهیب بدرایة او دون درایة مما أدى لاحتقان متأزم تتالت نتائجه المؤلمة وتلاه غیاب الخطط الطموحة للإدارة الحكیمة والبناء والتنمیة المتوازنة والنهضة الشاملة فسقطت البلاد بمستنقع التناحر وفى وحل الذات وغرقت فى شبر ماء ‘ كان ببساطة وبمجهود عقلاني یمكن تجاوزه وخلق إدارة التنوع الحكیمة والتنمیة البشریة الطموحة ولكن للأسف كانت النتیجة تراكمات صادمة سربها الكتاب الأسود كحقائق وهى ولیست تطاول او ازدرائیات سیاسیة بل حالة رقمیة حقیقة شاهدة للعیان بمبدأ جرد حساب تاریخ مرحلة ما بعد خروج الانجلیز وحتى ظهور كنتونات النحنحة والملیشیة التى أرهقت .كینونة البلد كوطن دون عقد نفسیة وإسقاطات ثقافیة تعبویة مع او مضادة هل لتجارة الرقیق أثر واضح فى تكوین الشخصیة السودانیة ؟ .